الثلاثاء، 14 يوليو 2015

خرِّيج آداب إنجليزي

خرِّيج آداب إنجليزي

جاءتني فكرة هذه الخواطر منذ عام. وكان سببها استيائي من تفكير طالبتين لديّ، سمر سيد وميرنا عمرو، بخصوص كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية تحديدًا. وبسببهما أردت كتابة هذه الخواطر، واحتفظتُ بالفكرة في رأسي لمدة عام، كي أكتبها وأنشرها بالتوازي مع إعلان نتايج امتحانات الثانوية العامة واستعداد جميع الطلاب لتقديم أوراقهم لدخول الجامعات. وسأكتب معظم الكلام بالفصحى مع بعض العامية، أو بالعامية مع بعض الفصحى، وذلك تسهيلًا على الجميع، أو حسب ما يتأتَّى الكلام لي. وسأناقش هذه النقاط:
ü   اختيار أنسب كلية
ü   عن كلية الآداب
ü   خريج آداب إنجليزي
ربما يقول القارئ إنه من الأفضل تقسيم هذه الخواطر إلى ثلاث مقالات، كي تصبح أقصر وأسرع في القراءة، ولكني رأيت أنه من الأفضل جمع كل الأفكار في مكان واحد تسهيلًا على الطلبة، ولأن الذي يريد أن يقرأ سيقرأ وإن كانت أطول من هذا. وسأكتب الكثير من الأمور الشخصية كأمثلة توضيحية لمن يعرفونني حتى أثبت صحة كلامي.

اختيار أنسب كلية
باختصار، إليك بعض النصايح ممن هو أكبر منك سنًا بقليل:
1-                        بلاش تختار الكلية على أساس الاستخسار! ما تقولش: «أنا جبت 98% فعايز أدخل طب (أو هندسة أو أيا كانت الكلية) عشان حرام أضيع الدرجات اللي جبتها في المجموع دي». ده ما اسموش كلام يا راجل! ادخل اللي انت عايزه عشان تبقى متميز فيه، مش عشان المجموع.
عندنا في كليتنا، آداب انجليزي عين شمس، دكاترة كانوا م الأوائل ع الجمهورية! متخيل إن حد يطلع الرابع أو الخامس ع الجمهورية ويقرر يدخل كلية الآداب؟ دلوقتي لو حد فكر يعملها ح يلاقي المجتمع كله بيقول عليه مجنون، ومش بعيد أهله يرموه برّة البيت! لكن اللي عملوها من سنين طويلة بقوا دكاترة «متميزين» جدًا في الكلية، عشان هم قرروا يدخلوا اللي هم بيحبوه وعايزين يتفوقوا فيه، مش اللي «الناس» شايفاه مناسب أو اللي مجموعُه يدخلهوله!
2-                        لا مؤاخذة، سيبك من بابا عايز وماما عايزة. إنتي ح تدخلي كلية تقعدي فيها أربع سنين (وفي كليات تانية خمسة) وهم مش ح يبقوا معاكي. إنتي اللي ح تتخرجي وتشتغلي وهم مش ح يبقوا معاكي. إنتي اللي ح تتجوزي وتسيبي البيت وهم مش معاكي. فمعلش يعني مافيش حاجة اسمها «بابا عايزني أدخل الكلية دي»! ابقي خليه هو يقدم فيها تعليم مفتوح، ويدرِس هو وياخد الشهادة!
3-                        كل إنسان مننا ليه طابع وشخصية مختلفة عن التاني، وفيه شخصيات يناسبها شغل معين ما يناسبش شخصيات تانية. الكلام ده كلام علمي مش كلام تخاريف. فيه نظرية بتقول إن البشر عبارة عن 16 نوع من الشخصيات، منها اللي بيعتمد على تفكيره أكتر من مشاعره، ومنها الانطوائي (اللي طاقته بتخلص من التفاعل مع الناس وبيحتاج ينعزل فترة عشان يشحن) والاجتماعي (اللي بيشحن طاقته م الاختلاط والتفاعل مع الناس) إلخ. لما تعمل الاختبار ده، ح يقول لك إيه أنسب وظايف ليك، وده بيبقى فعلًا صح. أنا مثلا عملت الاختبار ده مؤخرًا وطلعت من أنسب الوظايف لشخصيتي التدريس! اكتشفت أنا ليه لما سبت التدريس ورحت اشتغلت في شركة على كمبيوتر ما استحملتش ورجعت تاني للتدريس! والله فاكر إني قلت للمدير هناك: «فين العيال؟ وفين الزعيق والمناهدة والشرح والحاجات دى؟». وصاحبي الانطوائي ما كانش ينفعه التدريس، وطول عمري باتحايل عليه ييجي يشتغل معايا وما كنتش فاهم ليه رافض، أتاري مواجهة الجمهور (في الفصل أو قاعة التدريس) مشكلة للنوع ده من الشخصيات. دلوقتي لو عملت الاختبار ده ممكن يساعدك تختار كليتك، لأنه ح يعرفك إنت بتفكر إزاي وبتحب إيه وإيه المناسب ليك، فممكن ع الأساس ده تختار الكلية اللي تأهلك للوظيفة دي. يا ريت نعمل الاختبار بعد ما نكمل قراية للآخر يا جماعة، ماشي؟ *بصوت حزلقوم*
ده بالانجليزي
وده بالعربي
وممكن لما تطلع لك نتيجة شخصيتك، تدخل عليها ع الموقع ده وتشوف الفيديو بتاعها، ح يقول لك باختصار (أسرع من قراية كل التفاصيل في الموقع بتاع الاختبار) أفضل الوظايف ليك
4-                        لما تحب تسأل عن كلية معينة، ما تعتمدش على صاحب واحد أو اتنين. اسأل معيدين ودكاترة؛ اسأل خريجين؛ اسأل أصحاب كتير، عشان تقدر تكون فكرة صح عن الكلية دى.
5-                        مافيش حاجة اسمها أنا داخلة الـ AUC. عمرك سمعتي واحدة بتقول لك: أنا ناوية أدخل «عين شمس»؟ ح تسألي بتلقائية: «أيوة كلية إيه يعني؟» يبقى الطبيعي إنك تقولي الكلية.
الدرس المستفاد: بلاش أنعرة وخلاص، يعني منظرة! مش بندخل جامعات عشان نتمنظر بالاسم بتاعها؛ أنا في الإم آي يو والبي يو إي والتو تو تو!
6-                        انتشرت في الفترة الأخيرة مقولة «كلنا عارفين إن ماحدش بيشتغل بالشهادة بتاعته، فمش لازم تزعل ع الدرجات والكلية. ادخل أي كلية وخد كورسات واوصل للي انت عايزه بمجهودك». أنا عارف إن ده للأسف صح شوية، بس عندي اقتراح يعني: فيها إيه لما تدخل كلية إنت بتحبها وتشتغل بالشهادة بتاعتك؟ يعني أنا واحد باحب الرسم جدًا وطول ما انا قاعد بافضل ارسم وتطلع اللوحات حلوة، ليه ما ادخلش كلية فنون جميلة مثلا أو تربية فنية؟ واهو أبقى اشتغلت باللي درسته وباحبه.
حد ح يسألني: وهو اللي اتخرج منها ح يشتغل إيه يعني؟ أقول له: لو بيحب الحاجة قوي فعلًا ممكن يتفوق ويبقى معيد في الكلية دي، أو ممكن يشتغل شغل له علاقة بالفن ده، حتى لو يدي كورسات رسم.
حد ح يقول لي: وهو ده ح يجيب فلوس؟ أقول: آه، يبقى حضرتك بتدور على شغل مش على كلية تدرس فيها عشان «تتعلم» وتبقى بتشتغل حاجة بتحبها. ممكن نخلي مكتب التنسيق بقى يفتح مكتب توظيف بالمرّة!
حد ح يقول لي: بابا مش موافق أدخل الكلية دي وبيقول لي أدخل كلية ليها شهادة عليها القيمة وبعدين أكمل كورسات بعيد عن الكلية. أقول لها: هو ده اللي مخلي البلد والتنسيق حالهم صعب كده! الناس بتدخل كليات عشان «الشهادات» مش عشان «تتعلم» حاجة فعلًا تضيف ليها. والله لو باباكي مُصِرّ بقى ع الكليات إياها، اطلعي للنقطة رقم اتنين وشوفي ردي!

نعود إلى ميرنا وسمر. كان الكلام بيني وبين كل منهما وحدها يدور في فكرة «أنا شاطرة في الإنجليزي، يبقى أدخل كلية تانية وخلاص وابقى اقرا أو آخد كورسات انجليزي لو احتجت، ولو اني شاطرة ومش ح احتاج». كانتا تعتقدان أن دراسة «اللغة الإنجليزية وآدابها» في أية كلية، سواء الآداب أو الألسن، مجرد دراسة «لغة» وهو ما كانتا متفوقتين فيه. وبعد أن دخلتا كلية الألسن (قسم إنجليزي!) قالتا لي إن الدراسة «صعبة» وغير ما كانت كل منهما تتوقع على الإطلاق، وهو ما كنت أحاول قوله أثناء النقاشات التي حدثت بيني وبينهما (كل بمفردها) أيام التنسيق. ورغم أنهما دخلتا كلية «قمة» من وجهة نظر المجتمع الذي نعيش فيه، إلا أنني أُفَضِّل كلية الآداب عليها مائة مرة، ومن هنا نبدأ الحديث عن الكلية بشكل عام، ثم قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بشكل خاص.

عن كلية الآداب
ينظر معظم الناس إلى كلية الآداب باعتبارها كلية «اللي مش جايبين مجموع» أو «اللي مش عايزين يذاكروا»، وهو خطأ كبير وصورة مغلوطة، ربما نأخذ سنوات عِدَّة كي نغيرها (إن استطعنا أو عشنا). هذه الكلية يا سادة مصنع الثقافة ومنبت التفكير النقدي الحر؛ هذه الكلية أخرجت المفكرين والأدباء والكتاب ومن يُفتَرَض بهم قيادة المجتمع؛ وهذه الكلية تُغيِّر الطالب بها إلى الأفضل بشكلٍ لا يوصف، شريطة أن يريد هو ذلك ويساعد عليه. لا أقول ذلك مبالغةً مِنِّي أو لأنني منها، بل هو الواقع الذي اكتشفته بعد تخرجي بسنوات.
إن أردت أن تدرس التاريخ أو الأدب أو اللغة أو الفن أو المسرح أو الإعلام فانضم إلى كلية الآداب، فبها من الأقسام المتنوعة ما يلبّي طموحاتك ويثري عقلك في شتى المجالات. إعلان حلو، مش كده؟ لكن هذه هي الحقيقة التي ربما لن يصدقها إلا من عاشها، مثلي.
كنت أقول لإحدى الطالبات بالمدرسة منذ يومين إن هناك فرق بين حُبِّ الشيء وهوايته وبين دراسته. هي تحب الموسيقى وتنوي دراسة الهندسة، وقالت إن بإمكانها أخذ «كورسات» في الموسيقى لاحقًا. قلت لها: «بنات قالوا لي السنة اللي فاتت نفس الفكرة دي عن دراسة الإنجليزي، فقلت لهم لأ طبعًا. لما بتدرسي حاجة بتلاقيها ‘علم’ مش مجرد فن أو حاجة سهلة. يعني الناس كانت فاكرانا بنقرا روايات ومسرحيات وخلاص كده الموضوع سهل، لكن احنا بندرس تاريخ أدب ومدارس أدبية ونقدية، وسياسة وعلم نفس وفلسفة...» ابتسمت، فأكملتُ «تخيلي أنا أصلا كنت علمي علوم وما درستش لا فلسفة ولا علم نفس، وبعدين درستهم بالانجليزي! مش سهل خالص. أنا دلوقتي يا منار باذاكر اليومين دول للماجستير وانا مستمتع!». وللحق أقول، المدارس النقدية تجعلك تقرأ كل شيء بشكلٍ جديدٍ ومختلف. ردَّتْ: «عشان انت دخلت حاجة بتحبها! وانا باحب الهندسة!». قلت لها إن دراسة الموسيقى في الكلية ستجعلها ترى عالَمًا جديدًا عليها، ولن ترى الموسيقى مجرد هواية أو شيئًا يمكن تحصيله لاحقًا.
هناك القليل جدًا ممن استطاع الجمع بين دراسة عِلمية عَمَلية (كالطب) ومعرفة الكثير عن الأدب والنقد، مثل الدكتور أحمد خالد توفيق، الذي أراه مُلِمًّا بالكثير عن المدارس النقدية وتاريخ الأدب. أعرف أنه مهما أوتيتُ من علمٍ فلن أضاهيه في الطب، وكذلك هو، مهما أوتيَ من علمٍ فلن يكون متخصصًا مثلي في الأدب والنقد. ولذا، فإن لم تستطع الجمع بين ... دعني أقول نقيضين، فالأولى أن تختار اختيارًا صحيحًا.
لماذا أحاول اجتذاب الطلبة ليدخلوا كليات ليست «هندسة» أو «طب» أو «صيدلة»؟ الرد يأتي في هذه المواقف:
تسأل طنط سهير مريم: دخلتي إيه؟ فتجيب مريم: هندسة. «ما شاء الله»، تجيب طنط سهير.
تسأل طنط سهير مريم: دخلتي إيه؟ فتجيب مريم: طِبّ. «ما شاء الله»، تجيب طنط سهير.
تسأل طنط سهير مريم: دخلتي إيه؟ فتجيب مريم: آداب. «معلش»، تجيب طنط سهير، وربما تقول في سرها «يا عيني».
وكذلك الآباء (الذين يحتاجون إلى تغيير نظرتهم إلى المنظومة التعليمية ككل أكثر من الطلبة أنفسهم) يتفاخرون بدخول أبنائهم وبناتهم كليات الصيدلة والهندسة والطب ولا يتفاخرون بالآداب والحقوق والتجارة. لماذا؟ كلنا نعرف الإجابة، فلا داعي لهذا النقاش.

خريج آداب إنجليزي
أنا أحب الأدب؟ لأني خريج آداب إنجليزي.
أكتب بعربية فصحى سليمة؟ لأني خريج آداب إنجليزي!
أحب الشعر العربي والمسرح والفنون؟ أقدّر الجمال والإبداع والتميز؟ لأني خريج آداب إنجليزي.
غيَّرتني. جعلتني أفضل. أصبحتُ شخصًا مختلفًا. صرتُ أكثر تَقَبُّلًا للآخر. أرَتني العالمَ مِن زاويةٍ أوسع. ومكنتني من التمييز بين الرَّثِّ والثمين.
لو لاحظ أحد الفقرة السابقة، لوجد أنها مكتوبة بشكل فني بسيط. الجملة الأولى كلمة واحدة، والثانية كلمتان، وهكذا إلى نهايتها. وهذا باختصار أحد فوائد الدراسة بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب. تبدع فتخرج أفضل ما لديك. لا عجب إذن أن يتخرج كثير من المبدعين من قسمنا: عمار الشريعي ومصطفى سعيد ويوسف الشريعي (موسيقى) وسلمى حدّاد (غناء). ربما تتساءلين: ما علاقة دراسة الآداب الإنجليزية بالموسيقى أو الإبداع بشكل عام؟
لازم تبقي عارفة إن احنا مش بندرس أدب انجليزي بس. احنا بندرس أدب انجليزي وأمريكي وأحيانًا أيرلندي؛ يعني تقدري تقولي آداب عالمية باللغة الإنجليزية. وكمان بندرس عربي وفرنساوي أو ألماني، ولاتيني، وتاريخ اللغة وتطورها، ونظريات نقدية، وحضارة (ثقافة العصور المختلفة في أوروبا ومفكريها وكُتَّابها)...إلخ. كل ده بيخليكي عندك حاجة اسمها «تذوق أدبي» أو «تذوق فني»؛ بتبتدي تدوقي الجمال في الحياة حواليكي. وده ح يفيدك بإيه؟ ح يفيدك جامد.. ح تبتدي تعرفي جمال الكلام وازاي تلعبي بيه، وازاي تحللي جملة واحد بيتكلم قدامك وتعرفي إذا كان بيكذب والا لأ، وتقدري تفهمي الأفلام والنهايات المفتوحة وتحللي الشخصيات، إلخ.
لا عجب إذن أن نجد معظم من اهتموا بالدراسة من دفعتي يفكرون بشكل جيد ولا يقبلون الهذيان الذي ينطلق مِن أفواه مَن يطلقون على أنفسهم إعلاميين، بل ولا يخدعهم من يقول «صحيح يا ماسريين»، لأنهم تدربوا على التفكير النقدي وتحليل الخطاب وتحليل الكلام بشكل محايد. تعلمنا جميعًا أهمية الكلمة، وأهمية استخدامها، وأهمية تحليلها.
في مقالتي «إنهم يخدمون الغرب»، تحدثت عن مفاهيم سياسية واستعمارية، وقلت إننا درسناها في كليتنا. دراستنا، إذن، ليست مجرد «حواديت» نقرؤها ونحكيها، بل علوم ونظريات ندرسها ونطبقها على واقعنا المعاصر.
في الأدب ودراسته، بتتعرضي لأعمال أدبية فيها كم كبير من المشاكل وبعض الحلول ليها. ده بيديكي ثراء فكري (حلوة الكلمة مش كده؟) وبيخليكي عندك قدرة كبيرة على حل المشكلات اللي بتواجهك في الحياة. اتعملنا إن الأدب هوّ الحياة. وده حقيقي. الأدب مراية بتعكس اللي بنشوفه، واللي يشوف بلوة غيره (في رواية) بتهون عليه بلوته.
واحد زمان قوي سألني: هو ليه بتقول إن الأدب فيه حلول للمشاكل، مع إننا عندنا الإسلام فيه حل لكل المشاكل؟ قلت له: الأدب مش بيقدم حلول للمشاكل. الأدب بيعرض المشكلة، ولما يعرضها نبدأ نشوف ح نحلها ازاي بقى وبأي طريقة. صاحبي اقتنع، لأن ده حقيقي بالنسبة للأدب.
آخر حاجة عايز اقولها: أنا ما كنتش حابب إن الخواطر/المقالة دي تبان كأنها دعاية لمكان معين أو أشخاص بعينهم أو كده، بس الصراحة ما اقدرش اختم من غير ما اتكلم عن القسم بشكل شخصي.. عن دادة أم تامر اللي مافيش حد ف آداب إنجليزي ما بيحبهاش وبيعتبرها مامته، وبيلجأ لها في أي وقت عشان تساعده ف أي حاجة يحتاجها.. عن كل دكاترتنا اللي بيعاملونا كأنهم أهالينا مش بيتكبروا علينا زي ما بنسمع عن الدكاترة في الكليات التانية. أنا فاكر إني ف سنة أولى رحت لصاحبي عند كلية علوم (كانت أولى صيدلة وقتها بتاخد محاضرات في مدرجات علوم) وشفت الدكتور بيعامله بعجرفة شديدة، وحسيت إن دكاترة الجامعة دول في «برج عاجي» كده بعيد عن الناس العاديين، لكن عندنا الوضع مش كده خالص. من سنة ونص كده علَّقِت واحدة من كلية الهندسة ع الموضوع ده، وقالت لزميلتي: «إنتوا ازاي الدكاترة عندكم بيهزروا معاكوا وبيتعاملوا بشكل طبيعي كده وتلقائي؟». الدكاترة عندنا بيعاملونا بشكل يحترم آدميتنا، بيعاملوا عقولنا، بيحسسونا إننا بشر لينا قيمة، عشان عايزين يخرجوا أجيال بتعرف تفكر وتشغل مخها وتفيد بلدها بجد.
عندنا اللي بياخد درس بيسقط، مش استقصاد، بس عشان الدرس ده معناه إنك حفظت كلام بتاع حد عاملهولك، وما شغلتش مخك ولا تعبت في المعلومة بشكل شخصي، فما ينفعش تتخرج من عندنا كطالب يواجه سوق العمل بالشكل ده.
أعتقد أن هذا كل ما لديّ لأقوله الآن.
ربنا يوفقكم وتختاروا صح، ويا رب نلاقي كده الناس بتقدَّر القسم العظيم في كليتنا ده، ويعرفوا قيمته كويس قوي...
يا ريت الناس تشارك/تعمل شير للكلام ده عشان نوصل لأكبر قدر من الناس...

أحمد عادل

الأحد 12 يوليه – الأربعاء 15 يوليه 2015 م